الجمعة، 31 ديسمبر 2010

الرسالة الأخيرة.. رسالة من المهجر


أكتب إليك من الأرض الجديدة
نعم لم يطب لي المقام في أرض ماتت فيها أحلامي
وتفطر قلبي أمام عيني
فغادرتها باحثا عن ترياق يشفي عذاب الروح
ويخفف من وطأة الألم وثقل المعاناة
كانت أيامي الأخيرة في مدينة الحب طويلة
وكان ظلام الليل ثقيلا وهواؤه خانق
كنت وحيدا وسط ملايين الخلائق
وصامتا في جو صاخب
وكان علي أن أكون كالطير يرقص مذبوحا من الألم.

قبل أن أغادر إلى الأرض الجديدة
حاولت كثيرا أن أهديء من روعة القلب
ومن حدة الشوق
حاولت أن أمني النفس بالنسيان والعيش في سلام
حاولت أن أصاحب الطرقات والجدران ونجوم الليل الصامتة
حاولت أن أقلد الطير في صمته..
مسجونا في قفص من الذهب
رغم علمه بأن نهايته الحزينة قدر محتوم

كانت إبتساماتي نوعا من إجبار أسارير الوجه على الإنفراج
وضحكاتي بلهاء مصطنعة
كان لساني ثقيلا إذا أراد الكلام
وعيني شاردة إذا هزمني الصمت وأطبق على خلجات النفس.

علمت أن الرحيل قادم
سواء أكان إلى عالم مجهول،
من يدخله لا يعود.. ولا يحكي ما كان وما سيكون،
أو أكان إلى أرض غير الأرض ورفاق غير الرفاق

كانت لوعة الفراق أكبر من أن تحتمل
وكانت العلة أشد من أن تداوى
كأنما نسائم الرحمة قد حولت مداراتها عني
وتركتني فريسة لآلام تعذب ولا تقتل
منعت حتى الصرخات من ان تجد لها طريقا
إلى خارج الروح والقلب المعذبين
كان الألم صامتا والآهات مكبوته
وكان صوت عقارب الساعات
دقات تنقر في صخر العمر فتهلكه.

هنا.. لا أراك..
ولا أسمعك..
ولا أسمع عنك..
ولا تحكي الناس حكاياتنا..
هنا أرسم الخط الفاصل بين البحر وبين النهر..
بين ملوحة تزيد من آلام الجرح
وبين عذوبة تداوي أوجاع الروح..
فقط أطلب منك شيئا واحدا وأخيرا..
أرجوك بل أتوسل إليك
....................................
أن تبعدي طيفك عني
في يقظتي وفي نومي..

تلك رسالتي الأخيرة إليك..
رسالتي التي لن تقرئيها
كما لم تقرئي آلاف الرسائل قبلها..

نهاية وبداية




31.12.2010  

01.01.2011  

نهاية عام وبداية آخر

نقطة ثم.. من أول السطر

نقطة وصول.. ولكن.. إلى محطة سفر جديدة

دوائر هي الحياة.. تبدأ من نقطة لتنتهي عند نفس النقطة

وأيام العمر مكتوبة على الرمال
يمحوها الموج.. فننقش غيرها

إلى أن يجف المداد

................

أغمض عيني.. وألقي برأسي إلى الوراء

أستند على جدار العمر

لعلي أجد بعض الراحة لأفكاري

تجاهد ذاكرتي لتتذكر بعض الذي كان

ولتنسى بعض ما كان

لقطات من شريط الحياة

أتمنى لو كان لي القدرة على تعديلها

وأخرى أوقف شريط العرض عندها

وقد أعيدها

...............

يقولون أن الألم هو ملح الحياة

حسنا.. فلندعو الله أن يكون الملح على قدر الوليمة

وأن يكون الألم على قدر الإحتمال

................
والآن.. من نهاية الرحلة نبدأ من جديد