الخميس، 27 يناير 2011

25 يناير 2011 - يوم الحرية

تاريخ مصر يتغير


صفحة قديمة تطوى.. وصفحة ناصعة جديدة.. تفتح
ليل طويل يلفظ أنفاسه.. وفجر مشرق يظهر من خلف الغيوم


وجوه شاخت.. وحفر فيها الزمن تضاريسه.. ترحل
ووجوه شابة .. جميلة.. يجمعها الأمل.. تجيء


مصر..
الفرعونية
البطلمية
الرومانية
القبطية
العربية الإسلامية
الأموية
العباسية
الفاطمية
المملوكية
العثمانية


مصر
عمر مكرم
 محمد علي
وأحمد عرابي
ومصطفى كامل
وسعد زغلول
وفكري مكرم عبيد
ومصطفى النحاس
وجمال عبد الناصر
وأنور السادات
و(الطيار) حسني مبارك


مصر
الشيخ محمد عبده
والشيخ المراغي
والشيخ مصطفى عبد الرازق
والدكتور عبد الحليم محمود

والشيخ محمد متولي الشعراوي
والشيخ محمد الغزالي



مصر
قاسم أمين
وهدى شعراوي


مصر
سيد درويش
أم كلثوم
ومحمد عبد الوهاب
ورياض السنباطي
وأحمد رامي
ومحمد القصبجي
وزكريا أحمد
وعبد الحليم حافظ
ونجاة الصغيرة


مصر
عباس محمود العقاد
وطه حسين
وأحمد شوقي
وعبد الرحمن الرافعي
ومصطفى لطفي المنفلوطي
وتوفيق الحكيم
ونجيب محفوظ
وإحسان عبد القدوس
ويوسف إدريس 
ويوسف السباعي
ويحيي حقي
وعبد الرحمن الشرقاوي


مصر
زكي نجيب محمود
وعبد الرحمن بدوي
وأنيس منصور
ومحمد التابعي
وصلاح جاهين
وأحمد بهجت
وأحمد بهاء الدين
ومصطفى وعلي أمين


مصر
سميرة موسى
وسهير القلماوي
وعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء)
وملك حفني ناصف
وزينب الغزالي


مصر
مصطفى مشرفة
وأحمد زويل
ومجدي يعقوب
وفاروق الباز
وبطرس غالي
ومحمد البرادعي


مصر
الشيخ محمد رفعت
والشيخ عبد الباسط عبد الصمد
والشيخ مصطفى إسماعيل
والشيخ الشعشاعي
والشيخ محمد صديق المنشاوي
والشيخ الحصري


مصر
الأزهر والأهرامات والنيل
وجائزة نوبل في السلام والأدب والكيمياء


مصر
أول حرف في كتاب التاريخ
وأول قلم علم الدنيا.. تكتب تاريخ


مصر
التي ذكرها الله في القرآن خمس مرات
وأوصى الرسول الكريم أصحابه بأهلها خيرا


مصر التاريخ والحضارة والفتوحات والنصر وحائط صد أعداء الدين والأمة


مصر الأم.. والأخت.. والحبيبة
وغنوة العشاق


مصر
اللي بتحضن جسد الشهيد
وبتروي بدمه شجرة الحرية والعزة والكرامة


مصر النهارده
بتلبس ثوب جديد


بحبك يا بلدي

السبت، 22 يناير 2011

خواطر عن حبك

أوجاع ليلي.. تداويها إشراقة وجهك في الصباح


كم مرة ناديتك الليلة.. ولم تردي النداء.. لا يهم.. فقد كنت في كل مرة أستمتع بترديد إسمك.. كأنه أنشودة للشوق


جاءتني يوما تذكرني بإسمها.. وكأنها لم تر ذلك النقش المحفور في قلبي بحروف ذلك الإسم الكوني الرائع


نعم أذكر تلك الليلة.. ولكني مازلت لا أصدق أنها كانت حقا تجمعنا معا.. كلينا.. أنا؟؟؟؟؟ وأنت؟؟؟


تسألني: لماذا بقيت على الشط وسئمت السفر؟ قلت لها: يكفيني إبحاري في عينيك ساعات الليل والنهار.. فعيناك لم يتركا لي وقتا أو جهدا لسفر آخر


تسألني لماذا صرت قليل الكلام؟ قلت لها: إشتياقي لسماع صوتك يسكتني.. يمنعني عن الكلام.. خشية أن تقولي شيئا ويفوتني سماعه


لا تبوحي بسري وسرك.. لا تخبريهم بأني ذبيحك وأنك سر إستعذابي للألم.. أخشى أن يحسدوني عليك.. فتحرميني من متعة الألم بين يديك









الجمعة، 14 يناير 2011

لمستك



لمستك دون أن أراك..
شعرت بذلك الدفء..
 الذي طالما إحتوانا..
 وأشعل فينا جذوة العشق..

 شعرت بقشعريرة جسدك..
 توقظها لمسات أناملي..

 شعرت بوجهك..
 يبحث عن ملاذ بين أحضاني..
 يغوص في صدري..
 يقول: خبئني..

 شعرت بيدي..
 تعبث في خصلات شعرك..
 تداعبه..
 وتزيد من إنقباضات قلبك..

 رأيتك تغمضين عينيك
 تيها وهياما..
 تحتويني بذراعيك..

 سمعت ترانيمك..
 تدعو جسدينا..
 لدخول مملكة العشق..

 دون خجل همست في قلبي..
 فجاوبتك خلايا جسدي..

 غرقنا في بحار الهوى..
 وطرنا في سماوات التبتل..
 ساعات من النشوة..
 أنشدنا فيها آهات العشق..
 مارسنا حبا همجيا..
 لعاشقين من الزمن الأول..

 كنا في ساحة حرب..
 أعلن فيها إنتصاراتي..
 وتصرخين أنت.. منتشية بهزائمك..
 كنا في معبد حب..
 أعلن فيه إيماني.. بعبقرية جسدك..
 وتقدمين أنت.. قرابين هواكي. 

لمستك دون أن أراك
تحسستك على صدري..
 بين ذراعي..
 وإسترجعت دفء شفتيك.. على شفتي..
 عانقتك.. وشممت عطرك..
 ولامست خديك..
 ضممتك بقوة.. لأشعر بطراوة جسدك..
 أغمضت عيني..
 وتحسست موضع قلبي.. 
سمعته يردد إسمك.. فعرفت أني...
لمستك دون أن أراك....



زائر الليل


طرقات خفيفة..
أيقظتني من نومي..
فتحت عيني..
 وإبتسمت
عرفت أنه طيفك..
جاء ليسرق النوم من عيني..
كما يفعل كل ليلة

ولا زلت أحاول


حاولت كثيرا..
أن أرسم قمرا في الظلمة..
أن آخذ ضوءا من شمعه..
لألف شمعه..
أن أوقف سهما منطلقا..
سينغرس بقلبي..
سهما لن يقتلني وحدي.....
فأنت بقلبي

الأربعاء، 5 يناير 2011

حكايات الخريف


رسمتك في عيني
ليلا..
وقمرا..
ونجوما وليدة

وعناقيد كرم..
وأشجار تفاح..
وحروفا منمقة.. صغيرة

وورودا..
على أوراق عمري
واشيائي البسيطة

وأسكنتك في حنايا القلب قصرا
وفي سماواتي المقدسة
البعيدة
.................................

وأنت...
أطلقت في قلبي سهاما..
بلحظ..
وسحر..
وهمسات بريئة

وأرسلت لي عطرا..
في كئوس من العشق
وفي أوراق الرسائل
المزركشة..
الجميلة

وعزفت لي لحنا
على أنغام أغنية
تحكي ترانيما.. وأسرارا
وحكايات قديمة

وقلت لي: أنت لي عمرا
وحلما
وبيتا
وطفلا أهدهده
ورجلا يهدهدني
ويمنحني السكينة

و .................
رحلت في صمت
غبت في ضباب الليل
وغيم الشتاء
وسكنت الأرض البعيدة

لم تقولي لي كلاما..
أو سلاما..
وتركت خلفك روحا مؤرقة
تدور في فلك شريدة

وفي غابات من الحزن موحشة
وبين أشجار خريفية
وأزهار حزينة
 .....................................

معذبتي....
أسائل عنك أيامي
وأحلامي
ونسائم العمر التي..
وهبتك روحي
ثم هامت وحيدة

وأسأل نفسي
أحقا كنت لي يوما
وكان العشق معبدنا؟
أحقا كنت لي يوما
وكان الحب مذهبنا؟
.............................؟

أكان الليل يجمعنا.. وفي أحضانه ذبنا..
وحققنا أمانينا؟
أكان الشوق يقتلنا..
وعذب الريق يحيينا؟

أسائل نفسي
من أنت؟
من كنت؟
أحقا كنت هنا؟..... ورحلت؟

وأسألك..
لماذا رحلت
وتركت في.. بعضا منك؟!
 .......................
........................ 

الثلاثاء، 4 يناير 2011

حلوه بلادي السمرا بلادي

الرائعة وردة


الحدود
فرقة المصريين
مين ما يدوبش حب فيكي يا بلدنا
 

وطن إيه وزفت إيه؟؟؟؟؟؟؟؟ طظ

صديقة عزيزة على قلبي ردت على كلامي عن الوطن من يومين وقالت لي:
والله إنت رايق!!! وطن إيه وزفت إيه؟؟؟؟؟؟؟؟ طظ

كان رد فعلي صادقا وهو الإحباط
لمدة يوميييييييييييييين
حسيت إن حد خبطني على دماغي

اليوم إستعدت توازني العقلي قليلا وقررت أقول اللي جوايا 

ونفسي أسأل سؤال:
هو الوطن ده إيه؟ الوطن ده مين؟
لما بقول الوطن بقصد الأب والأم
بقصد الأخ والأخت
الزوج والزوجة
الإبن والإبنة
الجد العجوز والجدة العجوزة
العيلة... الأسرة
 الصحاب والأصدقاء

دول إيه بالنسبة لينا؟
بنحبهم؟
بنخاف عليهم؟
بنتمنى لبعضهم (أباءنا وأجدادنا) يعيش أيامه الأخيرة في سلام
من غير حزن وألم على فقد إنسان غالي عليهم

وبنتمنى للبعض الآخر حاضر معقول ومستقبل فيه أمل

هم دول الوطن اللي أنا خايف عليه
واللي أنا حامل همه
وبكتب عنه

بلاش أقول نحس بآلام وأحزان البشر اللي لهم حد غالي عليهم ومات في التفجير
لأني عارف إن البعض ممكن يبتسم بسخرية
أو ممكن يقول كلام مايصحش يتقال

حعتبر (خطأ طبعا)  إنهم مش بشر
مايتزعلش عليهم
ولا يتحس بيهم

بس حسأل سؤال
إيه إحساسك لوكنت أنا أوإنت أ وإنتي مكانهم؟
حاولوا تتخيلوا للحظات
وقولولي إيه إحساسكم

حسأل سؤال تاني
لو كان رد فعلهم هو إتهام الآخر اللي هو (المصريين المسلمين) بإرتكاب الجريمة دي
وقرروا إنهم يفجروا هم كمان ويردوا الضربة
وبالصدفة........ مجرد صدفة
اللي إتفجروا وبقوا مليون حته هم اللي بنحبهم
وعايشين حياتنا ليهم وعشانهم
حنحس بإيه؟؟؟؟؟؟!!!!

كلامي اللي قلته واللي بقوله واللي حفضل أقوله
مش بدافع بيه عن مسلم ولا مسيحي

أنا بحمي بيه إبني وإبنك
عيلتي وعيلتك
لأن اللي بيحصل ده فتنه
فتنة ضيعت دول كتيرة
وبنشوف بعنينا إيه اللي بيحصل فيها كل يوم

ياناس.. يا خلق هوه
من حقي أعيش ومن حق غيري يعيش
من حقي أخاف على وطني... لأ بلاش كلمة وطني دي
عشان بتزعل ناس مننا
من حقي أخاف على أهلي وناسي

أنا عايز إبني وإبن غيري يعرف الكلام ده
ويؤمنوا بيه

بس أقولكم حاجه أخيره؟
أنا ماليش حكم على إبن غيري
لكن أقدر أحكم إبني وأعلمه
إزاي يحب وطنه ويخاف عليه
أقدر أعلمه إزاي يحافظ على مستقبل ممكن هو وغيره يدمروه
لو عاشوا الحياة بمفاهيم غلط
أو لو عاشوها بسلبية

حقول لإبني:
حب وطنك وخاف عليه وخاف على كل اللي فيه
عشان تحمي نفسك وتحمي غيرك
مالكش دعوة إن كان ده مسيحي ولا مسلم
سني ولا شيعي
بهائي ولا ملحد

إنت مش ربنا
ومش إنت اللي حتحاسب الخلق
ومش إنت اللي حتحكم

إلتزم بشريعة دينك
بتكاليف دينك
بحب رسولك
وبقرآنك وبسنتك

وحب بلدك.. وطنك.. اللي هو أهلك وأصحابك وجيرانك والناس اللي بتحبهم وبيحبوك

عارفين حعلم إبني كده ليه؟

عشان مش عايز أشوف حد بحبه في صورة زي الصورة دي



 

الأحد، 2 يناير 2011

هي دي مصر الحقيقية

مظاهرة القوى الوطنية في شبرا


المحجبات بيهتفوا (إصرخ إصرخ علي الصوت.. الكنيسة مش حتموت)



الوطن هو المستهدف

 لماذا لا يؤمن البعض بأننا كلنا مستهدفون ممن وراء التفجير خارج كنيسة القديسين بالإسكندرية؟
الوطن هو المستهدف
وحدة الوطن والأمة هي المستهدفة

لم يستهدف المجرمون أجساد الضحايا فقط
لم يستهدفوا عائلاتهم وأحبابهم فقط
لم يستهدفوا شخصا أو ديانة فقط
بل إستهدفوا وطنا

إستهدفوا وطنا يريدون أن يهدموه بأيدي أبنائه
مسلميه ومسيحييه
شيوخه وقساوسته

يخططون بأن نكون الضحية والجلاد
القاتل والمقتول
يخططون لنكون جميعا مفجوعين في أهلنا وأحبابنا
أن نكون جميعا الأب المكلوم
والأم الثكلى
والولد اليتيم
والأرملة المسكينة
يخططون لأن يحدث كل ذلك بأيدينا نحن
يفعلونها هم
ونتهم نحن بعضنا البعض
نسب بعضنا البعض
نهين بعضنا البعض
نهدد بعضنا البعض
و....... نقتل بعضنا البعض

وهم......
يرقصون على أشلائنا
على أحزاننا
وأوجاعنا
وآلامنا
وهم......
يصبون الزيت على النار - ليزيدوها إشتعالا
لتقتل أكثر
وتحرق أكثر
وتحول البشر إلى رماد
والوطن إلى أشلاء

لماذا لا يفهم البعض ذلك؟
لماذا يعمينا الغضب إلى هذا الحد؟
لماذا لا يهب العقلاء والحكماء
ليوحدوا الجميع خلف نداء واحد
وهدف واحد

(وطن واحد لشعب واحد تحت سماء رب واحد)

أرجوكم
أفيقوا
قبل أن نندم جميعا وقت لا ينفع ندم

و يحيا الهلال مع الصليب

السبت، 1 يناير 2011

على إسم مصر - شعر صلاح جاهين

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب

على اسم مصر
مصر السما الفزدقي وعصافير معدية
والقلة مملية ع الشباك .. مندية
والجد قاعد مربع يقرا في الجرنال
الكاتب المصري ذاته مندمج في مقال
ومصر قدامه اكتر كلمة مقرية
قريتها من قبل ما اكتب اسمي بإيديا
ورسمتها في الخيال على أبدع الأشكال
ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال
زي المنادي وفؤادي يرتجف بجلال

على اسم مصر

رحـيـلاً رحـيـلاً بغيـر هـوادة
رحـيلاً فإن الـرحـيل سعـادة
عبادة
إرادة
سيادة
ولادة
رحـيـلا .. إلى أين لـيس يـهـم
ولـيس يـهـم بأي وسيـلة ..
أجيـراً بلقمـتـه في البـواخـر ..
عـلى واحـد من جيـاد القبيلة ..
على مقعـد في ذرى الجـو فـاخـر
وتمـلأ الكـأس بنت جمـيلة ..
على قدمي .. أو بفكري .. أهاجر
أبادر
أغادر
أخاطر
أسافر
ولـكـن إلى أيـن .. لـيس يـهـم
إلى حيث لا تعبـر الأفـق شمس
إلى القـطب .. أو حلقة الاستواء ..
إلى حـيث يـسمـع لـلجـن همس
إلى بـاطـن الأرض أو في الـفضـاء
إلى مـرفـأ الغـد .. أو أرض أمس
أرى كل شيء ومن أين جاء
وافعل ما قاله القدماء
من الفقراء
أو الحكماء
أو الأمراء
أو الأشقياء أو البلهاء فليس يهم
لقد قيل وهو الكلام المهم
اللي يعيش ياما يشوف
واللي يمشي يشوف اكتر
شفت الجبرتي بحرافيش الحسين وبولاق
بان البلد ماشي زي النمس في الأسواق
بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب
بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب
مترصصين سور رهيب مزراق في ريح مزراق
كأنهم لا بشـر ولا خلقـة الخـلاق
ومصر فلاحة تزرق بين رقيب ورقيب
من غير أبو الهول ما
ينهض ناهضة شايله حليب
والصبح بدري الجبرتي
ينام وقلمه يسيب

تأملات في الحياة و الموت والسعادة المطلقة


الإنسان كائن حائر – حائر لأنه يفكر ويسأل ويبحث عن المعرفة – ينشد الراحة والسعادة بين طيات المجهول – يبحث عن المطلق في عالم نسبي متغير – كلما زادت عنده المعرفة زادت معها حيرته – وكلما شرب من ماء البحر إزداد عطشا ولم يرتو ..... كل الأسئله عنده مباحه – ولكن كل الإجابات نسبية – وقد ينقله ذلك أحيانا من الحيرة إلى الشك ومن الشك إلى الجنون...... أو إلى غير ذلك من حالات الوجع العقلي المفزعه .....

السؤال هو البدايه – تلك البداية التي قد تؤدي بالإنسان أحيانا إلى اللانهاية .. وعندما يبدأ الإنسان بالسؤال بحثا عن المعرفة فهو قد قرر السباحة في فضاء لامتناهي، أو في بحر شاسع عميق .. وهو يحتاج في الأول إلى حبل قوي غليظ وفي الثاني إلى طوق نجاة يربطانه بسفينة الخلاص ... يحتاج إلى الإيمان الذي لا يفلته إلى الجنون إذا أراد أن يجد إجابات لهذه الأسئلة .....................................

جأج

هل توجد حقيقة مطلقة في الحياة؟
نعم، الموت .. الموت هو الحقيقة المطلقة الوحيدة في الحياة ...... وكل ما عدا ذلك هو نسبي و متغير

هل توجد حقيقة مطلقة في الموت؟
نعم، الحياة .. الحياة هي الحقيقة المطلقة الوحيدة في الموت ..... وكل ما عدا ذلك هو غيب لا يعلمه إلا الله
"الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا" ...... فالموت حياة

الحقيقة المطلقة الوحيدة في الحياة هي الموت – والحقيقة المطلقة الوحيدة في الموت هي الحياة!!!
أهو قمة التناقض؟ أم منتهى التكامل؟ - لا يهم – ففي كلا الحالتين النتيجة مذهلة ومثيرة للعجب.  

هل توجد سعادة مطلقة؟ وإن وجدت فأين؟ وكيف هي؟ وهل ذاق إنسان طعمها من قبل؟ وهل يمكن للإنسان أن يجمع بين الراحة والسعادة؟

آدم .....................

نعم .. إن أول إسم يتبادر إلى الذهن إذا بحثنا عن إجابة لهذه الأسئلة هو...... آدم

فآدم هو الإنسان الأول – والأخير – الذي ذاق طعم السعادة المطلقة..
 حياة آدم في الجنة كانت هي السعادة المطلقة – والمتعة المطلقة..
لم يكن مطالبا بالعمل أو بالإجتهاد أو بالأخذ بالأسباب لتحصيل السعادة
كان يستمتع باللحظة ولا يشغل نفسه بالقلق على الغد القادم

لقد قدر لآدم في الجنة أن يحلم فيتحقق ما يحلم به – وأن يتمنى فينال ما يتمناه – وأن يشتهي فيجد ما يشتهيه بين يديه
 سجدت له الملائكة طاعة لأمر الله – وأثارت علو منزلته حسد وغيرة الشيطان الذي كان قبل آدم يمشي بين الملائكة مزهوا بنفسه كالطاووس بين الطيور

لقد قدر لآدم في الجنة أن يحقق المعادلة المستحيلة حين جمع بين الراحة والسعادة.........

ما الذي أفسد عليه هذه السعادة وهذه المتعة؟ ما الذي أخرجه من الجنة وقوض أركان المعادلة؟

لحظة واحدة من عدم الرضا والقناعة .. شعر بها .. عاشها .. ومارسها ..
ملك كل شيء – ونهي عن شيء واحد
لحظة واحدة لم يرض فيها بهذه الحقيقة أفسدت عليه كل شيء – طمع في أن ينال شيئا واحدا نهي عنه فأضاع كل شيء
فكان التكليف والجهاد والإجتهاد..
وكان إلزام النفس بالأخذ بالأسباب لتحصيل السعادة والمتعة – التي لم تعد أبدا كما كانت..  مطلقه.

نعم إنها لحظة واحدة من عدم الرضا شعر بها آدم وعاشها فكان ما كان – كان الجزاء أن يخرج من الجنة وأن يهبط إلى الأرض – وكتب عليه أن يعاني ومن بعده ذريته الدهر كله..
فما الحكمة؟
وهل ضاعت منا السعادة المطلقة إلى الأبد؟
وكيف نستردها؟


كثيرون لم يتعلموا الحكمة بعد – هم يملكون الكثير والكثير .. ولكن شيئا واحدا – منهيا عنه – يتوقون إليه وينشغلون به وقد يحتالون بكل الطرق للحصول عليه – وفي نفس اللحظة التي ينالون فيها مايريدون يخسرون كل شيء – ويخرجون من جنة الراحة والسعادة المحدوده في الدنيا – هي نفس لحظة عدم الرضا التي عاشها آدم فأفسدت عليه سعادته وأخرجته من جنته – يعيشها من بعده أبناؤه كل يوم ملايين المرات – فهل تعلمنا الدرس؟

ما السبيل إلى إسترداد السعادة المطلقه؟
لكي نسترد السعادة المطلقة لابد أولا أن نجيب على هذه الأسئلة ..

أين كانت السعادة المطلقة الأولى؟ - في الجنة
لماذا أخرج الإنسان الأول من الجنة وفقد السعادة المطلقة؟ - لأنه عاش لحظة من عدم الرضا وعدم القناعة ومارسها
كيف يسترد الإنسان السعادة المطلقة ويعود إلى الجنه؟ - بالرضا والقناعة
كيف يحافظ الإنسان على الإحساس الدائم بالرضا والقناعة في دنيا أهم صفاتها أنها دار إبتلاء؟ - بأن يستعين بالصبر والصلاة
وماذا لوخانه ضعفه البشري مرة ومرات؟ - عليه بالإستغفار

ثلاثة أسباب لتحصيل السعادة في الدنيا ..
الرضا والقناعة
الصبر والصلاة
والإستغفار

إن تحصيل أسباب السعادة في الدنيا هي قهر لفكرة الخوف من الموت ..
وهي أيضا ضمان لتحصيل السعادة المطلقة في حياة ما بعد الموت ..