الجمعة، 25 فبراير 2011

عشق


أحب هذا الوطن.. لدرجة أن مشاعري لم تعد تفيض إلا له..

 حبا له.. أو شوقا إليه.. أو خوفا عليه

السبت، 19 فبراير 2011

خواطر لم تكتمل


جلس الفتى في كرسيه.. يقرأ "موسم الهجرة إلى الشمال" – للطيب صالح – تلك الرواية التي طالما تمني الإستمتاع بقراءتها.. بهرته شخصية "مصطفى سعيد" كما أسرت بطل الرواية وإن أنكر هو ذلك.. (أحيانا تخطر لي فجأة تلك الفكرةالمزعجة أن مصطفى سعيد لم يحدث إطلاقا، وأنه فعلا أكذوبة، أو طيف أو حلم، أو كابوس، ألم بأهل القرية تلك ذات ليلة داكنة خانقة، ولما فتحوا أعينهم مع ضوء الشمس لم يروه.)...

 من آن لآخر يغمض الفتى عينيه وهو يقرأ.. ويتمايل برأسه.. يمينا ويسارا.. مع إيقاع الموسيقى المنبعث من السماعات في أذنيه على أنغام.. Latin Groove .. ذلك الألبوم الذي يستهويه كثيرا.. أغنيات تتراقص على نغمات موسيقى الصالصا والهيب هوب اللاتينية.. تستعصي عليه كلمات الأغاني أن يفهمها.. ولكنه يحسها.. يشعر بها تسري في جسده.. تهتز مع نغماتها روحه  ويدور عقله في دوائر كونية.. تأخذه من الواقع وترمي به في فضاءات خاوية.. إلا أن خواءها كثيف ثقيل.. لا يريحه.. ولكنه يحبه.. إنه ذلك التناقض العجيب الذي يجذبه ولا يستوعبه.. ولكنه مع ذلك يرتضيه ويهرب إليه كثيرا.. يهرب إلى مالا يفهمه ولا يريحه.. ولكنه يحسه ويشعر بخصوصية وجوده فيه.. لطالما فضل النزوع إلى التوحد مع نفسه هربا من شعوره بالوحده بين الآخرين.. ليس إنطوائيا.. ولا رافضا للآخر.. فقط يبحث عن تلك اللحظات التي يخلو فيها لنفسه ويستمتع فيها بذلك الشعور الذي ألفه منذ كان جنينا متقوقعا في ظلمات العالم الأول..

التناقض هو سمة حياته وإنطباعاته.. تختلط عنده الأشياء حتى تصيره بلا هوية.. وتحيله غريبا في أرض بلا عنوان.. ويرى هو في كل ذلك ما يميزه عن كل ما حوله.. يحبه من يلقاه.. يأتنس بصحبته ذووه.. يغلبه عقله كثيرا.. ويستدرجه إلى تحليل الأفكار والرؤى.. فتؤرقه المعاني.. ويرهقه السهاد..

يرى الآمال بعيدة.. ولكنه يشعر بها بين يديه.. يتمسك بها.. ويحارب كي لا يفلتها.. عنيد.. بسيط.. قوي.. عاطفي.. تغلبه دموعه كثيرا.. ولكنه رابط الجأش عند الشدائد.. رجل يتحمل المسؤلية.. وطفل يختبيء في صدر إمرأة.. لتغرقه بحبها وحنانها.



الأربعاء، 9 فبراير 2011

جراح

من قال أن الزمن يداوي الجراح ؟ ..
الزمن قد يلهينا عن الجراح.. لكنه لا يداويها
بل إن بعض الجراح قد تصبح مع مرور الزمن.. قاتلة

الخميس، 3 فبراير 2011

قتلوا الولد العفريت



أخذوني من وسط جموع..
تهتف للرب الرحمن
تدعوه يحقق أمنية..
أن يحيي وطنا قد مات
أن تشرق أنوار الفجر..
وتنير طريقا للذات
أن تورق أشجار التوت..
وتعود إلينا الضحكات

رمقوني.. بعيون شريرة
ورددت.. بعين البشر الإنسان
سحلوني.. ضربوني
ووقفت أبيا ممشوقا
لا آبه بالسجن.. ولا السجان

إلتفوا حولي..
قالوا: هذا جسد ملعون
يحكي عن قصة وطن
مذكور في سفر التكوين
مكتوب في آية ذكر
وطن..
تتلى فيه الصلوات

قالوا:
يتغنى ليلا ونهارا
بكلام.. عن عشق أبدي..
لتراب.. وهواء.. 
لضفاف النيل المنسي
يتلو أورادا.. لا نفهمها..
يحكي عن زمن قد كان

 قالوا:
يزرع في الظلمة ضوءا
يفضح سرا مخفيا
يحمل وجها مبتسما
تهواه قلوب..
تمنحه إسما.. وهوية
إسما.. يحمل معنى الوطنية

 قالوا عني:
يقرأ كتبا.. لا نفهمها
يكتب شعرا وحكايا..
يرسم صورا عن وطن ..
لم يذكر في كتب الحاكم
وكتاب الحاكم.. ناموس
لا تخرج عنه البشرية

قالوا: تهواه حبيبته
يهديها عطرا وورودا
يهديها قمرا ونجوما
وتنام الليل بجفنيه


قالوا:
في كل مساء.. 
يحتضن صغاره
يحلم بالغد وأنواره
يحكي عن زمن آت..
لم تكشف بعد أسراره

قالوا عني عفريتا
يسكن أجسادا مسحورة
تزأر كأسود.. وفهود
تشتاق لطعم الحرية
تلعن ضعفا يأسرنا..
يخنق فينا البشرية

لم يجدوا بدا.. من قتلي
رشقوا في الصدر رصاصات..
فتفجردمي ينبوعا
فقأوا عيني..
حفروا في صدري أخدودا
أخذوا من قلبي شريانا
صنعوا من دمي تعويذة
لخلاص الحاكم من يوم..
من يوم آت



قتلوني..
قتلوا الولد العفريت
لكن.. حلمي لن يقتل..



حلمي.. للزمن الآتي