الخميس، 3 فبراير 2011

قتلوا الولد العفريت



أخذوني من وسط جموع..
تهتف للرب الرحمن
تدعوه يحقق أمنية..
أن يحيي وطنا قد مات
أن تشرق أنوار الفجر..
وتنير طريقا للذات
أن تورق أشجار التوت..
وتعود إلينا الضحكات

رمقوني.. بعيون شريرة
ورددت.. بعين البشر الإنسان
سحلوني.. ضربوني
ووقفت أبيا ممشوقا
لا آبه بالسجن.. ولا السجان

إلتفوا حولي..
قالوا: هذا جسد ملعون
يحكي عن قصة وطن
مذكور في سفر التكوين
مكتوب في آية ذكر
وطن..
تتلى فيه الصلوات

قالوا:
يتغنى ليلا ونهارا
بكلام.. عن عشق أبدي..
لتراب.. وهواء.. 
لضفاف النيل المنسي
يتلو أورادا.. لا نفهمها..
يحكي عن زمن قد كان

 قالوا:
يزرع في الظلمة ضوءا
يفضح سرا مخفيا
يحمل وجها مبتسما
تهواه قلوب..
تمنحه إسما.. وهوية
إسما.. يحمل معنى الوطنية

 قالوا عني:
يقرأ كتبا.. لا نفهمها
يكتب شعرا وحكايا..
يرسم صورا عن وطن ..
لم يذكر في كتب الحاكم
وكتاب الحاكم.. ناموس
لا تخرج عنه البشرية

قالوا: تهواه حبيبته
يهديها عطرا وورودا
يهديها قمرا ونجوما
وتنام الليل بجفنيه


قالوا:
في كل مساء.. 
يحتضن صغاره
يحلم بالغد وأنواره
يحكي عن زمن آت..
لم تكشف بعد أسراره

قالوا عني عفريتا
يسكن أجسادا مسحورة
تزأر كأسود.. وفهود
تشتاق لطعم الحرية
تلعن ضعفا يأسرنا..
يخنق فينا البشرية

لم يجدوا بدا.. من قتلي
رشقوا في الصدر رصاصات..
فتفجردمي ينبوعا
فقأوا عيني..
حفروا في صدري أخدودا
أخذوا من قلبي شريانا
صنعوا من دمي تعويذة
لخلاص الحاكم من يوم..
من يوم آت



قتلوني..
قتلوا الولد العفريت
لكن.. حلمي لن يقتل..



حلمي.. للزمن الآتي







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق